هولندا الآن
من هي فيروز؟
ولدت فيروز واسمها الحقيقي نهاد حداد في تشرين الثاني عام 1935 في لبنان. فيروز أهم مطربة في الشرق الأوسط. الموسيقى، التي قدمتها فيروز، تأسر قلوب الهولنديون أيضا. ولكن مالذي يميزها؟
تمتلك فيروز خامة صوتية مميزة ومساحة تجعلها قادرة على التنقل بين المقامات بسهولة. إذ تغني "الفالس" و"التانغو" بذات الخفة والسلاسة التي تغني بها "الموشحات الأندلسية".
عندما غنت فيروز أول أغنية خاصة بها، أطلق عليها الملحن اللبناني الشهير "حليم الرومي" لقب فيروز كلقب فني، نسبة لحجر الفيروز النادر كندرة صوتها.
كما أُطلق عليها عدة ألقاب. منها، أيقونة الفن العربي، أرزة لبنان، لؤلؤة الشرق الأوسط، ملاك لبنان وصوت الشرق الأوسط.
متمردة ومغامرة في أغانيها.
تمردت فيروز، خاصة في الأغاني التي لحنها إبنها زياد، على الموسيقى العربية الكلاسيكية التي اتسمت بالنخبوية. إذ استخدمت فيها، اللهجة والعبارات المحلية اللبنانية.
و بهذه الطريقة عكست فيروز واقع الناس "العاديين" اليومي بكل ما يتضمن من رغبات و مشاعر وهموم وآمال.
غنت فيروز مرة واحدة في هولندا. إذ قدمت عرضا موسيقيا في “كاري” خلال مهرجان هولندا بعام 2011. جاء الجمهور من جميع أنحاء أوروبا لحضور حفلتها الموسيقية. إذ وصفها الجمهور بأنها أمسية لا تنسى.
تعتبر فيروز بالنسبة للكثير من اللبنانيين، مقدسة. فهم يختلفون على كل شيء إلا عليها. لأنها ترمز لوحدة لبنان في الانقسامات والحروب.
خلال الحرب الأهلية في لبنان لم تنحز فيروز لطرفٍ دون آخر أو لكتلة سياسية دون أخرى بالرغم من أصولها المسيحية، مما أكسبها مكانة لا تعوض في أوساط الشعب اللبناني. فالجميع يعشقها ويستمع لفنها مهما كانت انتمائاتهم الحزبية والسياسية.
ويُحكى أنه خلال الحرب الأهلية، عندما عرفت الفصائل اللبنانية بنبأ وفاة زوج فيروز، عاصي الرحباني، أعلنت جميع الأطراف وقف إطلاق النار. فُتحت نقاط التفتيش، وسُمح بمرور الجنازة من الجانب الغربي المسلم في بيروت، حيث عاش عاصي، إلى الجانب الشرقي المسيحي حيث دُفن.
فيروز لم تغادر البلاد، كما فعل الكثير، خلال حربه الطائفية. لكنها امتنعت عن الغناء داخل لبنان.
عندما انتهت الحرب قررت أن تغني في بلدها مرة أخرى.
أرى الفن على أنه صلاة. لست موجودة في كنيسة، لكنني أشعر كما لو أنني فيها، وفي هذه الأجواء لا يمكنني الضحك.
فيروز هي أيقونة ليس فقط في لبنان. بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
إذ يعشق ملايين الناس صوت فيروز و فنّها. فصوتها وحد جميع الأقليات العرقية والدينية في الشرق الأوسط بالرغم من الاختلافات الكبيرة. جميعهم يبدأون صباحهم بالاستماع إلى أغاني فيروز.
في عام 1952م، حققت فيروز نجاحاً مذهلاً في جميع أرجاء الوطن العربي. إذ ذكرت بعض المصادر، أن شعبية فيروز بالعالم العربي التي فاقت المعقول، أصبحت مصدر قلق لرئيس مصر جمال عبدالناصر شخصياً. إذ اعتبره أنه يُهدّد الأمن القومي المصري الذي يرى أن الصوت العربي الأول يجب أن يكون مصريّاً.
وتعتبر فيروز المطربة العربية الأعلى مبيعاً في التاريخ بعدما تجاوزت أرقام شراء أسطوانتها الـ80 مليوناً. كما خلدت المطربة اللبنانية اسمها بأكثر من الف أغنية. وهي أيقونة الموسيقى العربية.
كما تحظى موسيقى فيروز بإعجاب عالمي. ففي سبتمبر 2020، منح ماكرون السيدة فيروز، وسام جوقة الشرف الوطني الفرنسي، وهو أعلى تكريم رسمي في فرنسا.
فيروز هي الأغنية التي تنسى دائما أن تكبر، هي التي تجعل الصحراء اصغر وتجعل القمر أكبر.
من هي فيروز؟